أفياء أيمن كبوش نحن لم ننتخب احد.. !

أفياء
أيمن كبوش
نحن لم ننتخب احد.. !

# قلت له أن أغلب السودانيين الذين دفعوا كلفة الحرب.. من أرواحهم ومدخراتهم وممتلكاتهم وماضيهم وحاضرهم.. وربما مستقبلهم.. ينتظرون الآن حكومة الامل والعمل التي يقودها معالي الدكتور كامل ادريس.. ينتظرون مكافأة موجبة لتلك السنوات القاحلة.. ومكافأة موحية لمستقبل نضير يقطف فيه الجميع ثمرات التقدم والتنمية وتحدي المستحيل.. نحمد لرئيس الوزراء أنه لم يتعجل النتائج.. ولم ينحنِ لضغوطات (قروبات الدافوري السياسي الاسفيرية).. فكان حريصاً على التدقيق والتمحيص في اختيار طاقمه من الوزراء الذين أعمل فيهم (الفرازة) حتى لا يخطئ في الاختيار ويحصد الندم.. المرحلة مرحلته وهو الأقدر على تقييم من يقودونها معه، لا أولئك الذين مازالوا في سني مراهقتهم السياسية الأولى فلم يتعلموا شيئا من كل السنوات الماضية..
# إمعان كامل في التمحيص مؤشر جيد بأن الفترة الانتقالية قد كسبت الجولة الاولى مبدئيا.. ومن حق شعبنا أن يغادر محطة (يناضل أيضاً من يجلس ينتظر).. ولكن هذا النضال لا ينبغي أن يكون تنظيرا في القروبات وتبخيسا في (الجبنات وأعمدة الانارة).. لابد من أفعال منتجة في بلد المليون سياسي وآلاف النقاد من العاطفيين وأهل المصلحة.. يجب ان يتفرغ الصانع لصناعته.. العامل لمعمله.. المزارع لأرضه وحقله والعاطل ينقطنا بى سكاته.
# أعود وأقول أنه طالما أن الجهة صاحبة القرار لا تشركني فيه ولا تشاورني في اختيار الوزير أو السفير أو الخفير، وليس لي هذا الحق، شرعا وقانونا، فإن هذه الجهة التي لم انتخبها هي التي تتحمل (قرار الاختيار) وانا ملتزم أخلاقيا على أن أعينها على النجاح.. لا أن أكون معولا هداما وضد البناء.
# استبشرنا خيرا عندما رشح في الاعلام بأن المجلس السيادي قد منح الدكتور كامل ادريس سلطات كاملة وحق مطلق في اختيار حكومته.. وكان آخر من صرح بهذا هو الفريق أول ركن ياسر العطا، عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام، فإذا كان المجلس السيادي وجنرالات الجيش الذين تحملوا عبء المسيرة في البلد العليلة قد اعتزلوا الخوض في تعيين فلان أو محاباة علان في حكومة دولة رئيس الوزراء الجديد، فما بال أصحاب خدمة (ونّس) في قروبات الدافوري السياسي الذين يقيمون الليل والنهار في الاجتهاد، يودعون الآت والمنصرم ويمارسون النشاط السياسي بعد أن تعلموا (المشاط) طوال عامين وأكثر من عمر الحرب.
# هذا السودان ليس ملكا للقوات المسلحة.. ولا حكرا على الأحزاب السياسية.. ولا الطرق الصوفية ولا الإدارة الأهلية ولا تلك البيوتات الكبيرة، السودان ملك للجميع، وهذه رسالة واضحة إلى بريد الذين نصبوا أنفسهم ملكيون أكثر من الملك ينازعونه صلاحياته وسلطاته وكأنهم الاحرص على الجيش والاكثر دفاعا عن البلد مع أن الواحد منهم (فاشل) حتى في حياته العملية وليس له بضاعة يعرضها الا في سوق العنتريات التي ما قلت ذبابة.
# اتركوا ما لقيصر لقيصر ايها السادة، وما لله.. لله.. ودعوا هذا المرحلة تمضي إلى غاياتها، بدون شوشرة، وأهل القرار هم الذين يتحملون المسؤولية في هذه الفترة المفصلية.. الدفاع عن الجيش أو المشاركة الاسفيرية في معركة الكرامة لا تعطينا الحق في صناعة القرارات لانه لكل دور في هذه الحياة.. يجب أن ينصرف الكل إلى ما يليه من مسؤوليات بدلا من البقاء طويلا في مقامات القِصر والمرحلة لا تحتمل المزيد من الانقسامات واتركوا التقييم للتجربة العملية حيث لا توجد حكومات من الملائكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top