ماهي خيارات المجتمع الدولي تجاه رفض المليشيا.. هدنة الفاشر .. الإنتهاكات بالجملة.. تقرير:هبة محمود

ماهي خيارات المجتمع الدولي تجاه رفض المليشيا..

هدنة الفاشر .. الإنتهاكات بالجملة..
تقرير:هبة محمود

المليشيا تعتبر مواقفة الحكومة على الهدنة، فرصة لإدخال السلاح للجيش

التمرد يراهن على استمرار الحصار فى سعيه للسيطرة على الفاشر..

انتهاكات مليشيا الدعم السريع تجاه المواطنين تزداد يوميا..

تمرد الدعم السريع واصل هجماته على المدنيين، متجاهلا الدعوة للهدنة

الكرامة: هبة محمود

بعد نحو ما يقارب العشرة أيام، من الهدنة الإنسانية التي دعا إليها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لوقف القتال في الفاشر وذلك، بهدف إدخال المساعدات الإنسانية، تواصل مليشيا الدعم السريع إحكام حصارها على المدينة، رافضة الإستجابة للهدنة، بذريعة أنها لم تبلّغ رسمياً من أي جهة بطلب هدنة إنسانية.
وفيما وافق رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبدالفتاح البرهان، على إعلان الهدنة لمدة أسبوع، دعما لجهود الأمم المتحدة وتسهيل وصول الإغاثة للآلاف من السودانيين المحاصرين هناك، تعتقد بالمقابل المليشيا أن مواقفة الجيش على الهدنة، فرصة له لإدخال السلاح و الغذاء لقواته المحاصرة هنا.
لكن وبحسب مراقبين فإن رفض المليشيا للهدنة، ينبع من مراهنتها على أن الحصار من شأنه أن يساعدها في السيطرة على الفاشر وانسحاب الجيش، ما يمكنها من إقليم دارفور ككل .
وخلال الأيام الماضية ارتكبت مليشيا الدعم السريع المزيد من الفظائع في المدينة وسكانها بغرض افراغها، ما يطرح تساؤل حول خيارات المجتمع الدولي تجاه رفضها الإلتزام بالهدنة؟!

رعب في الفاشر

مع كل يوم يمر تزداد فيه انتهاكات مليشيا الدعم السريع تجاه المدنيين في مدينة الفاشر، دون أي رحمة مع سقوط المئات والعشرات من الجرحى والمصابين، كان آخرها مساء أمس الاول الخميس.
فبحسب تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، فإن المدينة تعرضت لقصف مدفعي عنيف من قبل المليشيات ما جعل القذائف تتساقط على الأحياء السكنية المختلفة بلا تمييز، مثيرة معها الرعب والدمار بين المدنيين .
ومن الملاحظ أنه وعقب طلب الهدنة ضاعفت المليشيا من انتهاكاتها حيال المدنيين في الفاشر.
وفي بيان لها قبل يومين اعتبرت مقاومة لجان الفاشر أن فك الحصار عن المدينة لم يعد مطلباً إنسانيا فحسب بل تحوّل إلى ضرورة سياسية وأمنية ووطنية عاجلة.
وأشارت بحسب البيان إلى أن كل المؤشرات على الأرض تقول إن لا هدنة ولا ممرات إنسانية ولا نوايا حقيقية لإنهاء المعاناة ، بعد أن أوصدت المليشيا كل أبواب التفاوض ورفضت حتى مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة بحجج وصفتها بالواهية.

الرهان على السقوط

ويرى المحلل السياسي مدير مركز الراصد للدراسات الاستراتيجية د.الفاتح محجوب أن رفض المليشيا الإستجابة لأي هدنة امر متوقع.
ويؤكد في إفادته لـ ” الكرامة” أن المليشيا تراهن على الحصار لإسقاط المدينة وتعتقد ان الإستجابة لأي هدنة ستسمح للجيش أو القوة المشتركة بالتمديد وفك الحصار.
وقال ان الدعم السريع يسعى جاهدا من خلال الحصار للضغط على الجيش للانسحاب.
وتبرر قوات المليشيا رفضها طلب الهدنة بحجة أن جميع المدنيين غادروا الفاشر ، ووفق المستشار القانوني لقوات الدعم السريع، محمد المختار النور، فأن مدينة الفاشر أصبحت خالية بعد أن غادرها آلاف المدنيين إلى مناطق طويلة وكرمة وجبل مرة، وأن الموجودين في الفاشر مقاتلون يتبعون الجيش السوداني، بحسب تصريحاته لصحيفة الشرق الأوسط.
ولفت إلى أن قواته لن تقبل بأي هدنة لوقف إطلاق النار، جزئية كانت أو غيرها، في الفاشر أو المناطق الأخرى.

الدعم السريع وإسرائيل..كلاهما سيان

لكن وبحسب المحلل السياسي د. الفاتح محجوب لـ”الكرامة” فإن ولاية شمال دارفور تمثل حوالي 60% من الإقليم فضلا عن أن الموقف العسكري للجيش والمشتركة قوي.
واشار إلى أن قبول الحكومة السودانية بالهدنة الإنسانية هو من واقع وأحبها الإنساني، بخلاف الدعم السريع الذي قال إنه يسعى لإقامة دولته على أشلاء المواطنيين.
وحول خيارات المجتمع الدولي تجاه رفض المليشيا وإمكانية فرض عقوبات، قال الفاتح أنه ليس من المتوقع اصدار قرار عقوبات على الدعم السريع وذلك بسبب وجود دول إقليمية داعمة له على رأسها بريطانيا حاملة القلم ضد السودان.
وتابع: الدعم السريع الان شأنه شأن إسرائيل يتمتع بحماية وليس ثمة دولة قادرة على إدانته.
واضاف: كل ما أتوقعه هو أن يصدر الأمين العام للأمم المتحدة بيان إدانة فقط.
والجمعة الماضية وافق رئيس مجلس السيادة الانتقالى في السودان الفريق أول الركن، عبدالفتاح البرهان، على إعلان هدنة إنسانية لمدة أسبوع في مدينة الفاشر، دعما لجهود الأمم المتحدة وتسهيل وصول الإغاثة للآلاف من السودانيين المحاصرين هناك، والتي دعا إليها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وشدد غوتيريش – وفقا لوكالة الأنباء السودانية (سونا) – على أهمية تطبيق قرارات مجلس الأمن التي صدرت في هذا الخصوص.

تصعيد عسكري

وبالتزامن مع إعلان الهدنة، صعدت مليشيا الدعم السريع هجماتها على للمدنيين، متجاهلة الدعوة للهدنة، وقد اسفر قصف مدفعي لها على الفاشر ، قبل أربعة أيام عن سقوط سبعة مدنيين بينهم خمسة أفراد من أسرة واحدة، فيما أصيب عدد آخر بجروح متفاوتة جراء قصف مدفعي استهدف الأحياء السكنية في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.
و الأحد قتل ثلاثة أشخاص على الأقل وأُصيب العشرات في قصف مدفعي عنيف شنّته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر.
والاسبوع الماضي، قال مدير عام وزارة الصحة بالفاشر د. إبراهيم خاطر، أن هجوم نفذته المليشيا أسفر عن سقوط 13 قتيلا، بينهم 4 أطفال، إضافة إلى 42 جريحا، من بينهم 14 طفلا، بعضهم في حالات حرجة.
ووصف الوضع الإنساني في المدينة بأنه كارثي، داعيا الجميع إلى التدخل العاجل لتوفير الدعم الإنساني للمتضررين.
وبعيدا عن التزامن مع الهدنة، فقد كثفت مليشيا الدعم السريع من هجومها على الفاشر خلال شهر يونيو تحديداً، وهو ما دفع مراقبين الأمين العام للأمم المتحدة لطلب هدنة.

بالأرقام .. انتهاكات صادمة

وفي تقرير حديث أجراه فريق مرصد مشاد استند خلاله على مقابلات ميدانية مع الضحايا وشهادات حية من شهود عيان، فقد أدى القصف المدفعي العشوائي الذي استهدف الأحياء السكنية بالفاشر خلال شهر يونيو فقط، إلى مقتل ما لا يقل عن 103 مدنيًا، من بينهم 13 طفلًا، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 201 مدني بجروح متفاوتة، في انتهاك واضح لمبدأ التمييز وحماية المدنيين أثناء النزاعات، بحسب التقرير.
وقد وثّق المرصد، استنادًا إلى روايات متطابقة من النازحين، نزوح أكثر من 469,000 أسرة، من بينهم نحو 80,000 فروا إلى دولة تشاد، وأكثر من 24,000 إلى دولة ليبيا، وسط ظروف إنسانية مأساوية تفتقر لأدنى مقومات السلامة والرعاية.

مستقوية بالمجتمع الدولي

ووفق الخبير العسكري والأمني د. معتصم عبد القادر فإن المليشيا تمارس انتهاكاتها ضد مواطني الفاشر لعملها أنها مدعومة حكومة أبوظبي.
ويرى معتصم في إفادته لـ”الكرامة” أن المليشيا (مستقوية) بالمجتمع الدولي وبقوى خارجية ما يدفعها لارتكاب انتهاكتها وجرائمها ضد المدنيين في الفاشر.
وقال أن استجابة الحكومة السودانية للهندسة لا يعد ضعفا إنما هي محاولة لإيصال للغذاء والدواء للمواطنين.
ويعتقد في الوقت نفسه أن المليشيا وهي أداة من أدوات السيطرة على السودان، فلن يتم تنفيذ أي عقوبات في حقها.
وتابع: المليشيا تعتقد أنها قاب قوسين أو أدنى من الفاشر لذلك تحكم حصارها، لكن رغم ذلك اعتقد أن الدعم الخارجي لها بدأ يتراجع سيما عقب قبول الحكومة بكل المبادرات.