المبعوث الأمريكي يحذر من تشكيلها و”تقدم” تحاول:
حكومة المنفى.. الفكرة المتهورة
الحكومة الحالية تمتلك شرعية الأرض وقبول المواطن والعالم..
موقف بريليو جاء صادما للمليشيا وتنسيقية تقدم..
المليشيا تضغط على قيادات التنسيقية وحمدوك لاعلان حكومة موازية
الكرامة: هبة محمود
في ظل محاولات المليشيا وداعميها من تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” تشكيل حكومة منفى، حذر المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرليو من أن خطوة الإعلان عن حكومة من جانب واحد في السودان من شأنها أن تهدد وحدة البلاد .
وقال في تغريدة علي منصة إكس: نحن نقدر أن العديد من الأصوات السودانية المسؤولة تحدثت ضد الفكرة المتهورة المتمثلة في الإعلان عن هيكل حكم معلن من جانب واحد في السودان.
وتاتي تصريحات بريليو عقب تصاعد الحديث مؤخرا بشأن ضرورة اتخاذ الخطوة مجددا بعد أن تم الغاء الفكرة واستبدالها بآلية سياسية لنزع الشرعية من الحكومة الحالية.
فكرة متهورة
وفيما تبحث المليشيا وداعموها عن موطئ قدم في المشهد السوداني مجدداً عقب الإنتهاكات الفظيعة التي ارتكبتها حيال المدنيين، والعودة إلى الساحة من خلال حكومة موازية للحكومة الحالية، وفي ظل الدعم الإقليمي والأممي، يأتي تصريح بريليو صادما سيما في ظل وصف الفكرة بالمتهورة.
ويذهب متابعون إلى أن رفض المبعوث الأمريكي الفكرة، يأتي في ظل اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة بالحكومة الحالية التي يرأسها الفريق “عبد الفتاح البرهان”، خاصة في أعقاب زيارته الأخيرة إلى بورسودان.
وبحسب خبراء إعلاميين فان زيارة بيريلو إلى بورسودان، ومن قبلها الكيفية التي تعامل بها قادة الجيش مع طلبه بلقاء البرهان في مطار بورسودان، هي التي دفعت الرجل إلى رفض فكرة حكومة منفى، حيث أن الحكومة السودانية الحالية تمتلك شرعية الأرض وقبول المواطن والمجتمع الدولي.
علاقة طردية
ووفق المحلل السياسي الطاهر الطيب ل “الكرامة” فإن ثمة علاقة طردية، بين دعوة المليشيا وجناحها السياسي تقدم لتكوين حكومة في مناطق سيطرة الدعم، وبين الوضع العسكري الميداني على الأرض حيث تحرز القوات المسلحة تقدما كبيرا وملحوظا جعل المليشيا تتداعى بحجة عدم شرعية الحكومة الحالية وادعائها بمحاولتها تقسيم البلاد من خلال إجراءات تغيير العملة وإجراء إمتحانات الشهادة السودانية.
و تشير التقارير الميدانية الواردة من أرض المعركة إلى تقدم كبير للجيش في كل محاور القتال، فيما تنشط المعارك في كل من المحاور الساخنة كالفاشر والخرطوم وبحري والجزيرة وشمال كردفان، وتطويق المليشيا ومحاصراتها وقطع الإمداد عنها.
ويرى ” الطاهر ” ان المليشيا تحاول إحراز فارق في المشهد المتسارع، ومحاولة التعامل مع الوضع من خلال تكوين حكومة في مناطق سيطرتها واستخدامها كسقالة للضغط على الحكومة في إيجاد عملية سياسية وهو ما ترفضه الحكومة السودانية والشعب.
خطة بديلة
ويأتي اتهام المبعوث الأمريكي بأن تشكيل حكومة منفى يؤدي إلى تقسيم السودان، بعد رفض داخل تنسيقية تقدم نفسها المقترح، والانقسام حوله، لكن تضغط بالمقابل قيادات المليشيا، على قيادات التنسيقية و على راسهم حمدوك بضرورة تنفيذ المقترح بحجة حماية المدنيين وعدم شرعية السلطة الحالية ووصفها بحكومة الأمر الواقع
ويذهب متابعين للمشهد إلى أن السودان الان يشهد حربا ضروس تحتاج لتكاتف الجميع، على أن يتم التوافق على تشكيل حكومة عقب إنتهاء الحرب وهو الأمر الذي لا خلاف فيه، لكن ان يتم فرض حكومة حالية في ظل إنتهاكات المليشيا فهو امر مرفوض وغير مقبول لدى الشعب السوداني.
ويرى كثيرون ان ما تقوم به المليشيا من خلال دعوتها لتشكيل الحكومة يأتي في إطار الخطة” ب” التي تحدث عنها المتمرد حميدتي في آخر ظهور له، بعد الفشل عسكريا.
ورطة المليشيا
وتعتبر مليشيا الدعم ان الحكومة الحالية قامت بفرض العزلة من خلال امتحانات الشهادة وطبع العملة، مدافعة عن نفسها كونها لا تسعى الى تقسيم السودان.
ويرى المحلل السياسي عبد الله خليفة ان الولايات المتحدة الأمريكية الان باتت تعلم جيدا مع من تتعامل في السودان، وتعلم ان فرص وحظوظ الدعم السريع تكاد تكون معدومة في ظل الورطة والموقف الحرج الذي تعيش فيه عقب إنتصارات الجيش المتلاحقة.
مؤكدا في إفادت ل “الكرامة” إن ذلك هو مادفع المعبوث الأمريكي إلى رفض فكرة تكوين الحكومة.
ورأى أن الدعم أنشأت إدارات أهلية في مناطق سيطرتها لكنها، تعلم انها إدارات لا شرعية لها ولا يمكن الاعتراف بها، ولم تستطيع توفير الأمن للمواطنين المقيمين في تلك المناطق.
وأشار إلى أن الحديث عن تكوين الحكومة والدفع بالمشهد إلى السيناريو الليبي هو ما تسعى اليه المليشيا وداعميها للوجود في المشهد فحسب ومن ثم وجود حظوظ للعود إلى الحكم مجددا من خلال طاولة التفاوض.
وتابع: إجراء العملة إجراء سياسي أمني املته ظروف اقتصادية، بسبب إستيلاء المليشيا على أموال المواطنين.
إعتراف دولي
والسبت حذر المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان توم بيرليو من أن خطوة الإعلان عن حكومة من جانب واحد في السودان من شأنها أن تهدد وحدة البلاد
وقال في تغريدة علي منصة إكس: نحن نقدر أن العديد من الأصوات السودانية المسؤولة تحدثت ضد الفكرة المتهورة المتمثلة في الإعلان عن هيكل حكم معلن من جانب واحد في السودان.
وتعتمد الأمم المتحدة وفق مراقبين الحكومة الحالية، وتعتبرها الشرعية، وفقا لقانون مجلس الأمن القاضي بالاعتراف بالحكومة الموجود على الأرض.
ويرى المراقبون ان المجتمع الدولي خاطب الحكومة بفتح معبر أدري رغم انه واقع تحت سيطرة المليشيا وذلك لاعترافها بالسلطة الحالية، فضلا عن إلتفاف الشعب السوداني حول الجيش في ظل ما تقوم به المليشيا من انتهاكات.