الجيش يواصل تضييق الخناق على المليشيا في” ود مدني”
تطويق ولاية الجزيرة .. عملية “دق الاوتاد”
الجيش مدني ود مدني بخطة عسكرية محكمة
مادبو لـ”الكرامة”: الجيس يستدرج المليشيا ضمن خطة التابوت الصامت
مصدر عسكري : التجهيزات اكتملت لاستعادة عاصمة ولاية الجزيرة
تغيير الخطط عامل مهم لتقليل الأخطاء وتكبيد المليشيا خسائر كبيرة
الجيش يدير الحرب وفق علم وخبرة عسكرية متقدمة
تقرير: لينا هاشم
تواصل القوات المسلحة تضييق الخناق على مليشيا الدعم السريع في مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، عبر تقدم محاورها القتالية. ووفقًا لمصادر تحدثت لـ”الكرامة”، فإن الجيش، مدعومًا بالقوى المشتركة لحركات الكفاح المسلح وقوات درع السودان بقيادة أبو عاقلة كيكل، نجح في بسط سيطرته على عدد من المناطق.
وخلال اليومين الماضيين، استعاد الجيش السيطرة على مناطق وقُرى جنوب وشرق الجزيرة، بينما تتقدم قواته نحو ود مدني من محور الغرب عبر مدينة المناقل. وقبل أيام، سيطر الجيش على مدينة الحاج عبد الله التي تبعد حوالي 58 كيلومترًا جنوب ود مدني، مما مكّنه من تطويق المدينة من الجنوب، الجنوب الغربي، والغربي بعد تقدم قواته من محور المناقل.
فنون وتكتيكات الحرب
في حديث خاص لـ”الكرامة”، صرح الخبير العسكري العميد إبراهيم مادبو بأن العمليات الجارية في ولاية الجزيرة، وتحديدًا في حاضرتها ود مدني، تُعد عملًا عسكريًا كبيرًا يستصحب كل فنون الحرب وتكتيكاتها. وأوضح أن القوات المسلحة نفذت عمليات في القرى المحيطة بمدينة ود مدني، مما دفع المليشيا إلى سحب بعض قواتها من داخل المدينة للتمركز في المناطق التي يتقدم فيها الجيش.
وأكد مادبو أن هذه الخطوة كانت مقصودة لتفريغ المدينة وإجبار المليشيا على التحرك خارجها، ما وضعها تحت رحمة الطيران الحربي. واستُدرجت المليشيا إلى مناطق تم تحضيرها لتكون “أرض قتل” مهيأة لتدميرها بالكامل. وأشار إلى أن الجيش يستخدم تكتيكًا عسكريًا يُعرف بـ”من يتحرك تحت رحمة من ينتظر”، وهو أسلوب يعتمد على استدراج العدو إلى مناطق محددة تمهيدًا لتفكيكه (Dismantling).
عملية دقيقة
أوضح العميد مادبو لـ”الكرامة” أن العمليات في الجزيرة تستهدف إحكام الطوق على الهدف (مدينة ود مدني) وفق خطة تُعرف بـ”التابوت العسكري الصامت” (The Silent Coffin)، وهو تكتيك عسكري يعتمد على دق “أوتاد عسكرية” حول الهدف بناءً على حسابات دقيقة تتعلق بالوقت، الأرض، وعتاد العدو.
وأضاف أن الجيش نفذ مناورات ناجحة تمثلت في التقدم والهجوم والانسحاب المنظم. وفي المحور الشرقي، جذب الجيش قوات المليشيا إلى منطقة ود المهيدي، ثم انسحب إلى أم القرى وأعاد ترتيب قواته هناك، ليُعد المنطقة كأرض قتل. وسقطت المليشيا في الفخ، مما مهّد للهجوم الكبير عبر محاور الجيش الأخرى التي تعمل بتناغم لاستعادة ود مدني.
تغيير الخطط
وأشار مادبو لـ”الكرامة” إلى أن الجيش السوداني يُظهر مرونة كبيرة في تغيير الخطط لمواجهة التطورات المفاجئة وتقليل الأخطاء، وهو ما ظهر جليًا في خسائر المليشيا المتزايدة في الأفراد والمعدات. وأضاف أن المليشيا تعاني من ارتباك كبير، وفقدان التوجيه، وانقطاع الإمدادات، مما دفع العديد من أفرادها إلى الهروب من ود مدني ومناطق أخرى في الجزيرة.
وأكد أن الجيش يدير الحرب بمستوى عالٍ من “العلم العسكري” (Military Science)، وهو نتاج سنوات من الخبرة العملية والدراسة، وبناءً على المؤشرات، فإن مدينة ود مدني أصبحت في متناول الجيش، الذي يستعد لحسم المعركة قريبًا.
مطلقي الشائعات
وفي تصريح خاص لـ”الكرامة”، علّق العميد مادبو على مايتم تداوله بشأن بطء استعادة ود مدني، داعيًا الشعب السوداني إلى عدم الالتفات لمطلقي الإشاعات المغرضة الذين يعملون على تشويه الحقائق وبث الإحباط. وأكد أن الجيش يعمل بصمت وبخطوات مدروسة وفق خطط عسكرية محكمة، تستهدف القضاء على المليشيا وإحكام الطوق حولها، بما يتماشى مع مفهوم “التابوت العسكري الصامت”.
العمل العسكري
وأكد مصدر عسكري لـ”الكرامة” أن القوات المسلحة أكملت تجهيزاتها للعملية القادمة، مشيرًا إلى أن تنسيق محاور الجيش يجري على مستوى كافة الجبهات، بما في ذلك دارفور والخرطوم والجزيرة ،ولفت إلى أن تحركات الجيش تتم وفق خطط مسبقة، دون تأثر بالوضع السياسي الحالي.
وختم المصدر بالقول إن استعادة ود مدني ليست هدفًا بحد ذاته، بل إن الجيش يعمل على حسم الحرب ككل بما يحقق تطلعات الشعب السوداني.