تخلّت عن الحياد، فأحدثت اختراقات في مسارح العمليات
القـوة المشتـركة.. “مـورال فـوق” ..
أحدثت تحولاً كبيراً في مسار العمليات منذ دخولها حرب الكرامة..
تتشكّل من خمس حركات مسلحة موقعة على اتفاق سلام جوبا..
تُحكم تنسيقاً عالياً مع القوات المسلحة في مختلف محاور العمليات..
العميد نبيل يمتدح موقفها بكسر الحياد والوقوف إلى جانب الشرعية..
الرائد مصطفى: تصدينا لأكثر من 158هجوماً، وأبدنا أبرز قيادات الميليشيا ..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
ولا تزال العملية المباغتة التي نفذتها القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح واستعادت بموجبها منطقة الزُرق إلى حضن الوطن، مكمن دهشة ومثار إعجاب الرأي العام المحلي، وفي المقابل أصابت العملية ميليشيا الدعم السريع المتمردة وداعميها في مقتل، وأقبل بعضهم على بعض يتلاومون ويتبادلون الاتهامات ويمارسون التخوين لغة تنطق بها ألسنة الخيبة والفشل، ذلك أن أكثر المتشائمين من الميليشيا وأعوانها لم يكن يتوقع دخول القوة المشتركة إلى منطقة الزُرق معقل آل دقلو ومنصة تجهيز القوات، وتشوين المرتزقة بعد دخولهم إلى دارفور لينطلقوا إلى محاور وجبهات القتال المختلفة.
عناصـر المشتركة:
وتعودت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح في إقليم دارفور على التسلح بروح معنوية عالية وسط الجنود والمقاتلين الذي دائماً ما يهتفون ” مورال فوق” ومورال “ Moral “هي كلمة فرنسية تعني معنويات، أي ” حماس فوق” وتتكون القوة المشتركة من خمس حركات موقعة على اتفاقية سلام جوبا، وهي حركة جيش تحرير السودان برئاسة القائد مني أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة السودانية بقيادة دكتور جبريل إبراهيم محمد، وحركة تجمع قوى تحرير السودان بقيادة الجنرال عبد الله يحيى أحمد حسين، عضو مجلس السيادة الانتقالي، والتحالف السوداني الذي يضم عدداً من الحركات والقوى المسلحة بقيادة الجنرال بخاري أحمد عبد الله، الذي خلف الجنرال خميس عبدالله أبكر والي غرب دارفور السابق والذي اغتالته ميليشيا الدعم السريع غدراً في يونيو 2023م، وحركة جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي بقيادة الجنرال صلاح الدين آدم تور الشهير بصلاح رصاص، عضو مجلس السيادة الانتقالي.
تحول موازين القوة:
ومنذ تخليها عن مبدأ الحياد ودخولها ميدان القتال في نوفمبر 2023م، حوّلت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح موازين القوة والعمليات القتالية لصالح الحكومة السودانية، تحكي عن ذلك العمليات البطولية التي خاضتها القوة المشتركة والقوات المسلحة والمقاومة الشعبية والمستنفرون، على تخوم مدينة الفاشر والتي أودت بحياة العشرات من كبار القادة الميدانيين لميليشيا آل دقلو المتمردة، وأفشلت كل محاولاتها المتكررة (أكثر من 158 هجوماً) لإسقاط مدينة السلطان وإعلان دولتهم المزعومة في دارفور وفقاً لتخطيط داعميهم من المحاور الإقليمية والدولية بقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة.
استعادة التوازن العسكري:
وبعد أن نجح تحالف القوة المشتركة والقوات المسلحة والمقاومة الشعبية في التصدي لميليشيا آل دقلو وإفشال مخططها الرامي إلى اجتياح مدينة الفاشر، بدأت القوة المشتركة في التحرك خارج نطاق مدينة فاشر السلطان، لاستعادة التوازن العسكري في إقليم دارفور الذي تقع أربعٌ من ولايته الخمس في قبضة ميليشيا الدعم السريع، حيث كانت القوات المسلحة قد انسحبت تكتيكياً في بواكير الحرب، وأخلت وجه الجنينة، ونيالا، والضعين، وزالنجي لميليشيا آل دقلو وحواضنها الاجتماعية، ولكن يبدو أن الوضع في طريقه إلى التغيير في ظل تحرك القوة المشتركة والقوات المسلحة والمقاومة الشعبية لانتزاع بعض المناطق من يدي المتمردين، وما استعادة منطقة الزُرق إلا أول الغيث، وقبلها تم استرداد مناطق مهمة كجبل مون، والمالحة والصياح وغيرها من المناطق التي تجري فيها العمليات العسكرية متزامنة من أجل تنظيف دارفور من دنس ميليشيا آل دقلو الإرهابية.
الحصة وطن:
ويقول الناطق الرسمي باسم القوة المشتركة الرائد أحمد حسين مصطفى إن تخلي القوة المشتركة عن مبدأ الحياد جاء استجابةً لنداء الوطن ونداء الشعب، والالتحام في خندق واحد مع القوات المسلحة السودانية لمواجهة أكبر مؤامرة تتعرض لها الدولة السودانية في تأريخها القديم والحديث من قبل ميليشيا الدعم السريع وأعوانها من المحاور الإقليمية والدولية، وكشف الرائد مصطفى في إفادته للكرامة من مدينة الفاشر، عن تنسيق عالٍ في الجهود والمواقف بين القوة المشتركة والفرقة السادسة مشاة، حيث تعمل جميع الأجهزة مع بعضها البعض في وحدة وتكاتف وتماسك تحت راية الحصة وطن، وانطلاقاً من منصة هدف واحد هو سحق ودحر مليشيا الدعم السريع ومرتزقتهم، منوهاً على الانتصارات التي تحققت في محور شمال دارفور من خلال التصدي لأكثر من 158 هجوماً بواسطة أبطال فاشر السلطان من الجيش السوداني، والقوة المشتركة، والقوة الشعبية، والمقاومة الشعبية، وميارم الفاشر، حيث نجح هؤلاء الأبطال في استنزاف العدو، والقضاء علي قوته الصلبة، والإجهاز على معظم قياداتهم الميدانية مثل الهالك علي يعقوب، وعبدالرحمن قرن شطة، إضافة إلى قتل عدد من قيادات المرتزقة وفي مقدمتهم المرتزق مهدي بشير القائد بحركة فاكت التشادية.
لوحة وطنية زاهية:
ويمتدح الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد ركن نبيل عبد الله، موقف القوة المشتركة التي قال إنها كسرت الحياد ووقفت إلى جانب الحق والشرعية، ونوه العميد نبيل في إفادته للكرامة إلى ما وصفها باللوحة الوطنية الزاهية التي شكلتها القوة المشتركة بالتنسيق والتعاون مع القوات المسلحة والقوات المساندة لها من الأجهزة الأمنية، والشرطة والمستنفرين، مبيناً أن تشكيل اللوحة الوطنية مثّل إطاراً صلباً للدفاع عن الوطن من خلال ما بذلوه من أرواح وأنفس ودماء طاهرة وذكية فداءً للأرض والعرض وذوداً عن حياض الوطن، وقال إن هذه التضحيات الجسام لم تروح هدراً وإنما انعكست نجاحات وانتصارات ظاهرة وملموسة، وأشار إلى الدور الفاعل للقوة المشتركة وتنسيقهم مع الفرقة السادسة مشاة، وخير شاهد ودليل ما قدموه من دفاع مستميت عن مدينة الفاشر، بالإضافة إلى العملية الأخيرة التي استعادت بموجبها منطقة الزُرق الاستراتيجية، وأكد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد ركن نبيل عبد الله، أن الدور العملياتي للقوة المشتركة لم يقتصر على المنطقة الغربية فقط، وإنما تشارك عناصرها في كل محاور وجبهات القتال على مستوى السودان.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فقد أحدث دخول القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، ميدان حرب الكرامة الوطنية، تحولاً كبيراً في مسار العمليات وخاصة في المنطقة الغربية لمعرفتهم الجيدة بطبوغرافية دارفور ودروبها ومسالكها الوعرة، كما أن القوة المشتركة تتميز بالسرعة والخفة، والتعامل مع النيران بقدرة فائقة من على متن السيارات التاتشر كما تفعل ميليشيا الدعم السريع تماماً و( أبو القدح بعرفي بُكان بعضي أخيُّو )، وقطعاً لو كانت القوة المشتركة موجودة في بواكير الحرب لما سقطت الولايات الأربع في يد ميليشيا الجنجويد، ومع ذلك تؤكد قرائن الأحول أن عودة الولايات الأربع طائعة وآمنة إلى حضن الوطن ليست سوى مسألة وقت، ومن سار على الدرب وصل.