بعد 15دقيقة من وصولها مطار نيالا محملة بالاسلحة للمليشيا..
تدمير الطائرة الاماراتية .. يقظة نسور الجو
ابوظبي تتجاهل التزاماتها الدولية وتواصل دعم الجنجويد
تدمير الطائرات يفضح تورط الإمارات في دعم المليشيا
مطار نيالا نقطة انطلاق لدعم عسكري إماراتي للمتمردين..
تقرير :رحمة عبدالمنعم
تواصل دولة الإمارات خرق التزاماتها الدولية عبر دعم مليشيا الدعم السريع في السودان، حيث كشفت مصادر عسكرية عن تزايد وصول الطائرات الإماراتية المحملة بالإمدادات العسكرية إلى مطار نيالا،هذه الرحلات الجوية المشبوهة تُساهم في تعزيز قدرات المليشيا على مواصلة حربها ضد الجيش والمدنيين، في وقت تواصل فيه الإمارات تجاهل الضغوط الدولية بوقف دعمها لهذه المليشيات ،في المقابل، أظهر الجيش يقظة عالية في التصدي لعمليات الدعم ، حيث قام بتدمير إحدى الطائرات الإماراتية عبر هجوم جوي مباشر.
الطائرة الإماراتية
وكشفت مصادر صحفية أمس الجمعة عن تطور جديد في سلسلة الرحلات الجوية المشبوهة التي تنظمها دولة الإمارات لدعم مليشيا الدعم السريع في السودان ،وقالت المصادر إن طائرة شحن تابعة للإمارات هبطت في مطار نيالا الذي يخضع لسيطرة المليشيا، و بعد 15 دقيقة من وصول الطائرة الإماراتية، التي كانت محملة بشحنات عسكرية، تعرضت لقصف جوي من طائرة أنتونوف تابعة للجيش، ما أدى إلى تدميرها بالكامل ،وقد أشارت المصادر إلى تصاعد ألسنة اللهب من المطار بعد الهجوم، في حين أكدت أن الطائرة التابعة للمليشيا، التي كانت قد هبطت قبيل الهجوم، لم تسمع أصوات إقلاعها مما يعزز فرضية تدميرها بواسطة طائرة “الانتوف ” التابعة للجيش.
هذا الهجوم يأتي في سياق مستمر من تصعيد العمليات العسكرية، حيث كانت قد كشفت مصادر عسكرية الأسبوع الماضي عن دخول طائرة إماراتية أخرى إلى المجال الجوي السوداني، وقامت بهبوط مشبوه في نفس المطار، محملة بشحنات أسلحة حديثة ومتطورة تم إرسالها لدعم مليشيا الدعم السريع ،وتؤكد المصادر أن تلك الطائرات جزء من سلسلة رحلات مشبوهة تساهم في تسليح الجنجويد، وهي عمليات سرية تتم برعاية ودعم من الإمارات، وهو ما يعد انتهاكًا لالتزاماتها الدولية وخرقاً للاتفاقات التي قدمتها للإدارة الأمريكية بخصوص وقف دعم المليشيا في السودان.
استمرار الدعم
استمرار وصول الطائرات الإماراتية إلى مطار نيالا يعكس التوجه المستمر لدعم مليشيا الدعم السريع بالأسلحة والمعدات العسكرية، المصادر العسكرية أكدت أن الإمارات قد نظمت رحلات جوية مشبوهة إلى السودان منذ عدة أشهر، وهذه الطائرات تصل محملة بشحنات تشمل أسلحة نارية، ذخائرا، وموادا لوجستية من شأنها تعزيز قدرات المليشيا على الاستمرار في حربها ضد الجيش ، وتعتقد بعض المصادر أن الدعم الإماراتي لا يقتصر على الإمدادات العسكرية فحسب، بل يمتد أيضاً إلى جلب مرتزقة مقاتلين وتقديم دعم لوجستي للمليشيا.
ويقول الصحفي محمد ابراهيم لـ”الكرامة”: التصعيد الأخير في عمليات تهريب الأسلحة عبر الطائرات الإماراتية إلى مطار نيالا يؤكد أن الإمارات لا تزال تسهم في إطالة أمد الحرب في السودان، رغم الضغوط الدولية للحد من تدخلها في الشؤون السودانية، وأوضح إبراهيم أن هذه الطائرات عادة ما تتبع طرقاً سرية عبر الأراضي السودانية، حيث يتم تفريغ الشحنات في مناطق معزولة لتجنب اكتشافها من قبل القوات المسلحة.
يقظة الجيش
في الجانب الآخر، يواصل الجيش تكثيف عمليات استهداف الطائرات المشبوهة التي تهبط في مطار نيالا، حيث أظهر الجيش يقظة عالية في تدمبرها، وقالت مصادر عسكرية إن الجيش قد نجح أمس الجمعة في تدمير الطائرة الإماراتية عبر أنتونوف في، وذلك بعد أن تم اكتشاف هبوط الطائرة في نيالا، الهجوم الجوي على الطائرة الإماراتية جاء بعد ربع ساعة فقط من هبوطها، وهو ما يعكس سرعة الاستجابة والتنسيق بين وحدات الدفاع الجوي والقيادات العسكرية.
عادل حسن، الخبير العسكري، أشار إلى أن الجيش قد أظهر قدرة ميدانية متميزة في التصدي لهذه الطائرات، حيث يواصل تعزيز القدرات الدفاعية الجوية في مناطق العمليات ،وأضاف حسن أن هذه العمليات العسكرية تهدف إلى إضعاف قدرة مليشيا الدعم السريع على تعزيز قواتها عبر الإمدادات الجوية، مشيراً إلى أن الجيش سيواصل تنفيذ استراتيجيات مضادة تهدف إلى تعطيل طرق الإمداد والحد من وصول الدعم الخارجي للمليشيا
وأشار عادل إلى أن الطائرات الإماراتية التي تتوجه إلى نيالا تحمل أسلحة متطورة، وهو ما يشكل تهديداً إضافياً لجهود الجيش في استعادة السيطرة على المناطق التي يتواجد بها الحنجويد.
المجتمع الدولي
في ضوء هذه الانتهاكات المستمرة، تزداد الضغوط الدولية على دولة الإمارات التي تبت تورطها في استمرار الحرب في السودان ،المحللون السياسيون يرون أن تصرفات الإمارات تُعد تحدياً صارخاً للمطالب الدولية التي تنادي بوقف كافة أشكال الدعم للمليشيات في السودان ،عبد الله موسى، المحلل السياسي، قال في تصريح لـ”الكرامة”: إن استمرار هذا النوع من الدعم من قبل الإمارات لمليشيا الدعم السريع يعكس عدم التزام حقيقي بمقررات المجتمع الدولي، ويشكل تهديداً حقيقياً للجهود المبذولة لتحقيق السلام في السودان
وأضاف موسى أن الإمارات كانت قد قدمت تعهدات للإدارة الأمريكية بوقف دعمها لهذه المليشيا، إلا أن الأدلة المستمرة على إرسال الأسلحة إلى الجنجويد تظهر أن هذا الدعم لم يتوقف بعد.






