تراجع عن ما قدمه في النصف الأول… تقرير لجنة الخبراء .. المصداقية علي المحك!!

تراجع عن ما قدمه في النصف الأول…
تقرير لجنة الخبراء .. المصداقية علي المحك!!

محاولة لتضييع الحقائق في ملف شكوي السودان ضد الإمارات

بحر أبوقردة:
مؤسسات الأمم المتحدة تطعن في مصداقيتها بنفسها..

مكي المغربي:
تغبيش حقائق العدوان علي السودان يزيد الإحتجاجات بالعواصم الغربية…

الكرامة-علم الدين عمر

..في التاسع والعشرين من مارس من العام 2005م شكل مجلس الأمن الدولي بموجب القرار (1591) ما أسماه بفريق الخبراء من أربعة مستشارين وجعل من العاصمة الأثيوبية أديس أبابا مقراً دائماً له -وأستمر الفريق في عمله حتي أبريل من العام 2012م لينتقل الخبراء للإضطلاع بمهامهم من مقار إقاماتهم المختلفة وقبيل ذلك وبموجب القرار (1713) في العام 2006م أضاف المجلس خبيراً خامساً للفريق بحجة تمكينه من تحسين عمله – تلي ذلك وفي مناسبات عديدة تمديد متجدد لعمل الفريق علي الرغم من تحديد مدته التأسيسية بستة أشهر ..
وعبر تفاصيل كثيرة ومتواصلة وبالرغم من إنهاء عمل بعثة الأمم المتحدة التي شُكل الفريق في عهدها منذ سنوات إستمر في عمله حتي حُددت ولايته الأخيرة بإثني عشرة شهراً أخري ..

تلاعب الفريق ..وشُبهة الفساد…

..خلال تقريره لنصف العام المنصرم عن الأوضاع في السودان قدم مجلس الخبراء تقريراً ضافياً شمل إشارات واضحة وموثقة لموقف الحرب الدائرة في السودان وتورط دولة الإمارات العربية فيها ورعايتها لمليشيا الدعم السريع المتمردة مستشهداً بإسقاط الجيش السوداني لطائرتين حربيتين حول مطار نيالا بجنوب دارفور ..وتم بموجب هذا التقرير التمديد للجنة قبل أن تنكص عن تلك الإشارات وتقدم تقريراً خالف تماماً مضامين التقرير الأول .. متجاهلاً التقارير الحقوقية والأمنية ونقل وسائط وواجهات الأخبار العالمية وتصريحات أعضاء الكونغرس الأمريكي وغيرها من الإفادات ذات الصلة بالدور الإماراتي في إستمرار تمرد المليشيا وأنتهاكاتها إذ خلا التقرير تماماً من هذه الإشارات الأمر الذي عده عدد من المراقبين محاولة للتأسيس لتبرأتها مما نُسب إليها وأقرته الشواهد ..في مخالفة واضحة لضوابط وأُسس عمل اللجنة وما وُصف بالتزوير الذي مارسه فريق العمل في تقريره للنصف الثاني من العام 2024م ..

ما هو فريق الخبراء؟؟!!

..أصل تكليف هذا الفريق هو الإستناد لمهمة متعلقة ببعثة الأمم المتحدة بدارفور (يوناميد) المنتهية ولايتها منذ العام 2019م وأستمر التجديد له منذ ذلك الوقت وعمد السودان وبعثته الدائمة لدي المنظمة الدولية لغض الطرف عنه علي أمل الإستمرار في دعم المجهود الوطني لتثبيت الحقائق بشأن الحرب في السودان وتمرد مليشيا الدعم السريع وكشف المتواطئين معها من الدول والمنظمات والأفراد في حربهم الظالمة علي السودان وشعبه ..

نتائج عكسية!!!!

علي عكس المهنية والإحترافية العالية التي تشكل السمة الأبرز لدوائر ولجان العمل الأممي أتسم أداء هذا الفريق بالتردد وعدم المصداقية والإرتهان لأجندة خاصة بأعضائه غير واضحة المعالم ..وربما طالتها شبهة فساد تمثلت في حذف الإشارات التجريمية لدولة الإمارات والتي وردت خلال التقرير السابق من سياق التقرير الأخير بالكلية.
ووصف مراقبون ما يجري بأنه محاولة مكشوفة لتضييع الحقائق وتكسير جهود الإحاطة التي أصابت نجاحاً في ملف شكوي السودان ضد الإمارات في مجلس الأمن والمحافل الدولية الأخري..
لتبرز أسئلة في غاية الأهمية والمباشرة عن القرائن التي أستند إليها التقرير في التنصل عن ثوابته السابقة؟!!!
وكيف عمد لإسقاط الأدلة والبراهين والشواهد التي ظلت تُقدم منذ أبريل من العام 2023م وحتي لحظة إعداد التقرير وما بعدها.

رئيس تحالف سودان العدالة الدكتور بحر إدريس أبوقردة يقول :(للأسف مؤسسات الأمم المتحدة تطعن في مصداقيتها بنفسها..لا يمكن للجنة مشكلة من خبراء دوليين محايدين أن تنشر تقريراً واضحاً تؤكد من خلاله علي معلومات معلومة و محددة ومنشورة حول تورط دولة الإمارت في الحرب علي السودان والآن تحاول أن تتنصل منه ..
هذا يعني بشكل مباشر أن اللجنة وقعت تحت تأثير جهات ذات علاقة بالإمارات وبالتالي فقدت مصداقيتها وهذا أمر يطعن في مصداقية وحيادية أهم مؤسسة علي مستوي العالم ..
علي هذه اللجنة عقب هذه الفضيحة أن تحل نفسها بنفسها لتحافظ علي سمعة المنظمة الدولية أو يتم حلها إذا لم تبادر بذلك وحتي أعضائها فقدوا صلاحيتهم للتوظيف الدولي في أي عمل متعلق بالأمم المتحدة التي تشكل المصداقية أبرز مطلوباتها للتعامل مع الشعوب والقضايا).

فرصة ذهبية لإنهاء تكليف الفريق!!!!

ويري خبراء أن بعثة السودان لدي الأمم المتحدة حصلت بظهور هذه المخالفات التي لا تُغتفر في فقه العمل الأممي علي فرصة ذهبية لإنهاء عمل الفريق إن تم التعامل مع الأمر بمستوي قانوني ومهني وسياسي قوي في أضابير الأمم المتحدة كما حدث من قبل في عملية إنهاء ولاية البعثة الأصل وما تلاها من إسقاط لتفويض بعثة الدعم السياسي الأخيرة (يونتاميس) بقيادة فولكر بيريتس ..بينما يمضي البعض لإعتبار هذه السقطة مقدمة لحشد مزيد من التأييد للسودان في قضيته العادلة حيث يقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الملحق الإعلامي الأسبق بالسفارة السودانية بواشنطن مكي المغربي:(في تقديري أي محاولة للتغبيش علي الحقائق في العدوان علي السودان تعتبر محاولات إستفزازية وستؤدي لتزايد الإحتجاجات في كل عواصم الدول الغربية ..الجاليات السودانية وأصدقاء الشعب السوداني والأحرار بهذه الدول يتابعون الشأن السوداني بدقة وسيزيدون من وتيرة الإحتجاجات ..أعتقد هذا سلاح فعال جداً في مواجهة العدوان علي السودان.) ..
وبذلك تكون لجنة الخبراء الدوليين المختصة بالشأن السوداني قد أوقعت المنظمة الدولية ومؤسسات المجتمع الدولي قاطبة في واحد من أخطر (مطبات) المصداقية التي تراهن عليها في الإستمرار في دائرة الثقة والحياد لدي الشعوب وتضع بعثة السودان الدائمة لدي المنظمة الدولية في مواجهة إقتناص فرصة نصر آخر للدبلوماسية السودانية في مساراتها السياسية والقانونية والأخلاقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top