“الكرامة “ترصد خسائر المليشيا بالأرقام..
“معركة ودمدني،” …كسر شوكة الجنجويد
هلاك 114 من عناصر التمرد والاستيلاء على 43 عربة قتالية
تدمير 26 مركبة للجنجويد واستلام 3 منظومات تشويش متطورة
الطيران الحربي يقصف مخازن ذخيرة في الهلالية والمسيد
ضبط جرحى ومخدرات وعملات مزيفة داخل منازل في مدني ..
الجيش يسيطر على مدافع D30 ومدافع هاون 83 وأسلحة نوعية
المليشيا تفقد 17 قيادياً بارزاً وأكثر من 21 أسيراً خلال المعركة
القوات المسلحة تضبط مخازن ذخيرة وأدوية ومواد غذائية ..
انهيار كبير في صفوف “ال دقلو ) بعد هزيمتهم في عاصمة الجزيرة
الجيش يسيطر على منظومة تشويش بمدى 100 كيلومتر في مدني
مستشفيات الكاملين والمسيد تكتظ بقتلى وجرحى المليشيا عقب التحرير
الكرامة : رحمة عبدالمنعم
في معركة بطولية سطّرتها القوات المسلحة على أرض مدينة ود مدني، حقق الجيش انتصاراً كبيراً لم يكن فقط في ساحات القتال، بل تجلى أيضاً في حجم الغنائم التي استولى عليها بعد دحر مليشيا الدعم السريع، أسلحة نوعية، منظومات تشويش متطورة، ومخازن ذخيرة ضخمة باتت تحت سيطرة الجيش، في مشهد يعكس التفوق الميداني والإستراتيجي للقوات المسلحة، ويؤكد قدرتها على حسم المعركة واستعادة السيطرة على مفاصل البلاد من براثن المرتزقة.
غنائم الجيش
وكشف الرائد الميداني بجهاز المخابرات العامة، فتح العليم الشوبلي، أن مليشيا الدعم السريع مُنيت بخسائر فادحة خلال معركة تحرير مدينة ود مدني، حيث قُتل أكثر من 114 عنصراً من عناصرها، بينهم 17 قيادياً بارزاً، وتم أسر 21 آخرين. وأوضح الشوبلي أن المليشيا دفعت بتعزيزات كبيرة للدفاع عن المدينة، إلا أن القوات المسلحة نجحت في محاصرتها من ثلاثة محاور، وخاضت معها معركة بطولية انتهت بهزيمة ساحقة أجبرت فلول المليشيا على الفرار جنوباً نحو الخرطوم.
وأضاف الشوبلي: “تمكنت قواتنا من الاستيلاء على 11 عربة صرصر، و8 عربات ثنائي، و3 عربات رباعي، و14 عربة دوشكا جميعها بحالة جيدة، إلى جانب 3 مدافع D30 و7 مدافع هاون 83 وعدد كبير من الرشاشات والأسلحة الصغيرة”، كما أكد تدمير 26 عربة قتالية للمليشيا تدميراً كاملاً، والاستيلاء على منظومات تشويش متطورة، مخازن ذخيرة، أدوية، ومواد غذائية، وأشار إلى أن المدفعية والطيران الحربي استكملا الضربات، مما أدى إلى تدمير 18 عربة قتالية إضافية وإحداث خسائر كبيرة في صفوف العدو.
جرحى المليشيا
وأفادت مصادر عسكرية ل”صحيفة الكرامة” أن القوات المسلحة عثرت على جرحى من عناصر المليشيا داخل منازل المواطنين في مدينة ود مدني، حيث كانوا في وضع صحي متدهور. كما تم ضبط كميات من المواد المخدرة التي كان المرتزقة يستخدمونها، إلى جانب عملات مزيفة محلية وأجنبية، وبطاقات هوية تعود لمرتزقة من دول لييباو جنوب السودان وتشاد.
وأوضحت المصادر أن القوات المسلحة سيطرت على منظومة تشويش متطورة يبلغ مداها أكثر من 100 كيلومتر، عُثر عليها في منطقة كبري البوليس بمدني. وأكدت أن الطاقم المسؤول عن تشغيلها كان يضم عنصرين ليبيين قُتلا أثناء المعركة، كما تم العثور على مخازن ذخيرة كبيرة وأسلحة نوعية كانت المليشيا تستخدمها لتحصين مواقعها في المدينة.
عملية عسكرية
وفي هذا السياق ،قال الصحفي الدكتور ضياء الدين سليمان لـ”الكرامة” إن القوات المسلحة تمكنت من تحرير مدينة ود مدني وعدد من المناطق الحيوية بولاية الجزيرة، في عملية عسكرية نوعية كبّدت مليشيا الدعم السريع خسائر كبيرة في الأرواح، من بينهم عدد من القادة الميدانيين، إضافة إلى تدمير عتاد عسكري ضخم.
وأشار سليمان إلى أن “الخسارة الأكبر للمليشيا كانت معنوية ونفسية، إذ كانت تعوّل على الجزيرة كنقطة انطلاق لعملياتها العسكرية تجاه ولايات النيل الأبيض والنيل الأزرق وشرق السودان، كما كانت تسعى لفتح طرق إمداد محتملة من جنوب السودان أو إثيوبيا، وهو ما أحبطته القوات المسلحة بتحرير المنطقة
وأضاف: “تحرير الجزيرة أفقد المليشيا ميزة المبادرة بالهجوم، ما جعلها في وضع دفاعي صعب يعكس حالة التراجع التي تعيشها حاليًا. كما أن ما تبقى من قوات الدعم السريع في الجزيرة باتت معزولة تمامًا في جيوب صغيرة، وليس أمامها سوى خيار الاستسلام أو الموت”.
وأكد الدكتور ضياء الدين سليمان أن هذه العملية تعد تحولًا استراتيجياًً لصالح القوات المسلحة، مما يعزز تقدمها الميداني ويقوّي موقفها في مواجهة مليشيا الدعم السريع.
إستراتيجية محكمة
وبحسب مراقبين عسكريين فقد لعبت المدفعية والطيران الحربي دوراً محورياً في إضعاف المليشيا ،وأشار المراقبين إلى أن ضربات مركزة استهدفت مخازن ذخيرة في الهلالية والمسيد، إضافة إلى تعزيزات عسكرية كانت في طريقها إلى مدني.
كما أكد الرائد فتح العليم الشوبلي أن المليشيا دخلت في حالة انهيار تام بعد هزيمتها في مدني، حيث فرّ عدد كبير من عناصرها، بينما طالب آخرون قياداتهم بالانسحاب التكتيكي للحفاظ على ما تبقى من قواتهم. وأضاف أن القوات المسلحة والمستنفرين بمختلف تشكيلاتهم على أتم الاستعداد لتحرير بقية مدن ولاية الجزيرة وتطهيرها من عناصر المليشيا.
وختم الشوبلي قائلاً: “ستظل قواتكم عند العهد تدافع عن الوطن ضد أعدائه، وتعمل ليلاً ونهاراً لتحقيق النصر الكامل واستعادة كل شبر عبثت به مليشيا الدعم السريع”. وأكد أن معركة مدني تمثل بداية جديدة لمسار تحرير السودان من المرتزقة والقوى المعادية.
كامل الولاية
وتستعد القوات المسلحة، بعد تحقيقها الانتصار الكبير في معركة ود مدني، للزحف نحو تحرير كامل ولاية الجزيرة من مليشيا الدعم السريع، بحسب تصريحات الفريق أول شمس الدين الكباشي نائب القائد للجيش، فأن العمليات القادمة ستشمل تطهير جميع المدن والقرى التي لا تزال تحت سيطرة المليشيا، مع التركيز على استعادة الأمن والحياة الطبيعية للسكان.
وبعد دحر المليشيا في مدني والاستيلاء على مخازن ضخمة من الأسلحة والعتاد، باتت القوات المسلحة في موقع ميداني قوي يتيح لها توسيع نطاق العمليات العسكرية لتحقيق السيطرة الكاملة على الولاية. وتهدف هذه الخطوة إلى إنهاء وجود المليشيا في الجزيرة وتحقيق النصر الشامل ضمن الجهود المستمرة لتطهير البلاد من المرتزقة والمتمردين.