السلطات الكينية ألغت مؤتمرا صحفيا لقائد الجنجويد “حميدتي” نيروبي ..صفعة موجعة للمليشيا

السلطات الكينية ألغت مؤتمرا صحفيا لقائد الجنجويد “حميدتي”

نيروبي ..صفعة موجعة للمليشيا

المؤتمر يتحول إلى درس دبلوماسي صارم من نيروبي..

فندق راديسون بلو يرفض استقبال أحلام المليشيا المتمردة الإعلامية

قائد المليشيا المتمردة يفشل في إيجاد متنفس إعلامي في كينيا

مصادر تكشف إصابة حميدتي بمرض الكبد الوبائي وتزايد متاعبه الصحية

سلطات كينيا تنهي طموحات المنابر الدولية لقائد الجنجويد..

الضغوط الميدانية والعقوبات تزيد أزمات “دقلو ” الصحية والنفسية..

الكرامة :رحمة عبدالمنعم
يبدو أن السلطات الكينية قررت أن تبدأ العام الجديد بإرسال رسالة غير قابلة للتأويل لحميدتي ومليشياته: “لا مكان لأحلامكم الإعلامية هنا” في خطوة بدت وكأنها مشهد من فيلم سياسي ساخر، أغلقت نيروبي الأبواب أمام قائد المليشيا المتمردة (حميدتي)، الذي حاول جاهداً تحويل أحد فنادقها الفاخرة إلى منصة للترويج لرواياته المتهاوية، وبينما كان الصحفيون ينتظرون، كان قرار الإلغاء بمثابة إعلان رسمي بأن “المسرح مغلق”، لتجد المليشيا نفسها عالقة بين هزائمها الميدانية وعزلة دولية متزايدة.

إلغاء المؤتمر
وألغت السلطات الأمنية الكينية، يوم أمس الاثنين مؤتمراً صحفياً لقائد مليشيا الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، كان مقرراً انعقاده في فندق “راديسون بلو” بالعاصمة نيروبي. وبحسب مصادر إعلامية، أُبلغ الصحفيون ومراسلو القنوات الفضائية، الذين انتظروا لأكثر من ساعة ونصف، بأن المؤتمر تم إلغاؤه بناءً على تعليمات من وزارة الداخلية الكينية.
وأشارت المصادر إلى أن إدارة الفندق تلقت أوامر مباشرة بمنع أي نشاط للمليشيا على الأراضي الكينية، فيما استدعت مديرية التحقيقات الجنائية منظمي الحدث وطالبتهم بالالتزام بالقنوات الدبلوماسية في أي فعاليات مشابهة مستقبلاً.

مرض حميدتي
وكشفت مصادر خاصة لـ”الكرامة” أن حميدتي، الذي وصل إلى نيروبي قبل أسبوعين، أجرى فحوصات طبية في أحد مستشفيات العاصمة الكينية بسبب إصابته بمرض الكبد الوبائي، وأفادت المصادر ذاتها أن قائد المليشيا يعاني أيضاً من ضغوط نفسية متزايدة نتيجة التغيرات الميدانية الكبيرة التي شهدتها المعارك في السودان، حيث تكبدت قواته خسائر فادحة، آخرها هزيمتهم في مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، وتزايدت الضغوط الدولية عليه عقب إعلان الإدارة الأمريكية فرض عقوبات تستهدفه بشكل مباشر، مما أضعف موقفه داخلياً وخارجياً
وحسب مراقبين سياسيين، فإن الخطوة الكينية تعكس تحولاً في موقف نيروبي تجاه حميدتي، وربما تشير إلى رغبة السلطات الكينية في التنصل من دعمها غير المباشر له، خاصة بعد التطورات الميدانية الكبيرة لصالح الجيش ،واكد المراقبين ان كينيا تدرك أن رهاناتها السابقة على حميدتي أصبحت غير قابلة للاستمرار ،الضغوط الدولية، خاصة العقوبات الأمريكية الأخيرة، جعلت من دعمه عبئاً سياسياً يصعب تبريره أمام المجتمع الدولي
واضافوا ان هذه الخطوة تحمل رسالة ضمنية للدول الداعمة لحميدتي، مثل الإمارات، بأن كينيا ليست مستعدة لأن تكون ساحة للتلاعب السياسي أو الإعلامي في قضية أصبحت تمثل خطراً إقليميًا ودولياً.

صفعة موجعة
إلغاء المؤتمر الصحفي بهذه الطريقة يبدو وكأنه صفعة جديدة لحميدتي، الذي كان يطمح لاستغلال الحدث لترويج رواياته أمام الإعلام الدولي، في محاولة يائسة لاستعادة بعض من ماء الوجه الذي أريق بفعل الهزائم الميدانية. أحد الصحفيين الحاضرين للمؤتمر قال لـ”الكرامة”: ما حدث يعكس مدى عجز حميدتي ومموليه عن مواكبة التحولات السياسية والميدانية ،حتى المؤتمر لم يكن منظم ً بالشكل الذي يليق بمن يدعي أنه لاعب سياسي مؤثر
الرسائل السياسية التي حملها هذا الإجراء لا تخفى على أحد؛ فكينيا، التي كانت تعد سابقاً ملاذًا آمناً لبعض قادة المليشيا، تسعى الآن إلى تحسين صورتها الإقليمية والدولية عبر النأي بنفسها عن حميدتي، الذي بات يخسر الدعم حتى من أقرب حلفائه، القرار الكيني قد يكون أيضًا بمثابة تحذير غير مباشر للدول الداعمة للمليشيا بأن استمرار دعمها لقائد يعاني صحياً ونفسياً، وميدانياً، أصبح مسألة خاسرة.

الظهور الإعلامي
ربما كان حميدتي يأمل أن تكون نيروبي منصة للترويج لمشروعه الإعلامي والسياسي، لكن السلطات الكينية كانت لها رأي آخر، مؤتمر كان من المفترض أن يكون عرضاً جديداً لأوهام القوة، انتهى كدرس جديد لقائد مليشيا فقد الأرض، وخسر الساحة، وأصبح يبحث عن متنفس إعلامي لا يجد فيه إلا الأبواب المغلقة.
المفارقة أن حميدتي، الذي حاول تجميل صورته أمام المجتمع الدولي، وجد نفسه في مواجهة قرار أمني صارم يقيد تحركاته حتى في عواصم كانت تُعد صديقة، الأمر يعكس فقدان الدعم تدريجياً، ليس فقط من القوى الدولية بل حتى من دول الجوار، التي بدأت تدرك أن المراهنة عليه هي مخاطرة سياسية باهظة الثمن.،حلم الظهور الإعلامي تحول إلى كابوس دبلوماسي يضاف إلى سلسلة إخفاقاته المتتالية، في ظل عزلة متزايدة تتسع مع كل يوم جديد…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top