خرجت عن السيطرة في جنوب الخرطوم…
فتيح العقليين والكلاكلة.. الكوليرا تحصد الارواح
تدهور بيئي وصحي حاد فى المنطقة..ونداء لوالي الخرطوم
نداء استغاثة من المواطنين : “الوباء ينتشر والموت يحاصرنا”
وفيات ومئات الإصابات.. عجز طبي وتحذيرات من انفجار الأوضاع..
النور أحمد النور: على الحكومة القيام بواجبها كاملاً قبل العودة المواطنين.
الكرامة- علم الدين عمر
في تطور خطير يهدد حياة الآلاف تفشى وباء الكوليرا بشكل واسع في جنوب ولاية الخرطوم خاصة في الكلاكلات ومنطقة فتيح العقليين والمناطق المتاخمة للنيل الأبيض حيث سجلت عشرات الوفيات ومئات الإصابات وسط غياب شبه تام للخدمات الصحية ومياه الشرب النظيفة.
ووفقاً لمصادر طبية وميدانية توفي عدد من الأشخاص في منطقة الكلاكلة خلال الأيام وأُصيب عشرات آخرين (يجري حصرهم يومياً) بالوباء فيما تتزايد الأرقام في فتيح العقليين التي باتت منطقة منكوبة صحياً حيث يتوالى تسجيل الإصابات والوفيات بشكل يومي وسط عجز المستشفيات ونقص حاد في الأدوية والمعينات والكوادر الطبية التي يحاول العدد القليل منها السيطرة علي الوضع عبر برامج التوعية والتثقيف ..
عبدالرحمن صالح دقير من سكان فتيح العقليين تحدث لـ”الكرامة” قائلاً: فقدنا السيطرة على الوضع تماماً… الناس يموتون في منازلهم.. لاتوجد أدوية .. ولا مياه نظيفة.. والمراكز الصحية تعمل بإمكانات معدومة.”
وأوضح أن تفشي المرض في فتيح العقليين تفاقم بفعل شح مياه الشرب.. وتلوث مياه النيل الأبيض..وأستضافة المنطقة لعدد كبير من النازحين.. إضافة إلى تدهور أسواق الأحياء ومشاكل الصرف الصحي وتراكم الفضلات.
بيئة موبوءة وانهيار صحي..
في الكلاكلة أكد متطوعون بغرفة طوارئ جبل أولياء أن مركز الشهيد وداعة الله شهد وفاة طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات نتيجة الكوليرا..وسُجلت عشرات الإصابة الأخرى ..بينما أستقبل المستشفى التركي أكثر كبيرة جداً من الإصابة المؤكدة.
وتعود أسباب التفشي إلى عدم توفر مياه الشرب النظيفة وتلوث الآبار السطحية التي يعتمد عليها السكان في ظل شح أو توقف الإمدادات الرسمية.. إلى جانب تراكم النفايات والجثث في الشوارع ما حول البيئة إلى بؤرة خصبة للوباء.
تحذيرات من تفاقم الأزمة..
حذرت غرفة طوارئ جبل أولياء من تسارع وتيرة الإصابات بالكوليرا في ظل الإنهيار الكامل للنظام الصحي ..وناشدت المواطنين بأتباع سلوكيات الوقاية الصحية، من بينها غلي المياه قبل الشرب.. وتفادي تناول الأطعمة المكشوفة وغسل اليدين جيداً بالماء والصابون إلى جانب التوجه الفوري لأقرب مركز صحي عند ظهور أعراض الإسهال أو القيء.
نداء استغاثة عاجل..
في ظل هذا الوضع الكارثي، يطلق مواطنو جنوب الخرطوم – وبخاصة سكان فتيح العقليين والكلاكلة – نداء استغاثة عاجل إلى سلطات ولاية الخرطوم ووزارة الصحة والمنظمات الإنسانية الدولية والمحلية مطالبين بتدخل فوري وشامل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
ويطالب المواطنون والسلطات الصحية بـتوفير مياه شرب آمنة، وإعادة تشغيل محطات المياه والصرف الصحي وتزويد المستشفيات والمراكز الصحية بالأدوية ومستلزمات الطوارئ، وتكثيف حملات النظافة ورش المبيدات في الأسواق والمناطق السكنية.
كما ناشدوا المنظمات الإنسانية بإرسال فرق طبية ميدانية، وتقديم الدعم الفني واللوجستي لغرف الطوارئ المحلية، خصوصاً في ظل تزايد الأعداد وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق المحاصرة بتراكم النفايات وانعدام النقل.
واختتم دقير حديثه بقوله:
المنطقة تحتضر
أمام أعيننا… يجب علي العالم أن لا يتركنا وحدنا في وجه وباء قاتل وانهيار كامل للبنى التحتية.
الكاتب الصحفي النور أحمد النور يقول: عودة الناس أمر جيد ومؤشر علي إتساع دائرة الأمن والإستقرار ولكن ينبغي أن يواكبها توفير الحد الأدني من الخدمات خاصة الكهرباء والمياه والصحة ..خطوات الحكومة لا تزال بسيطة في هذا الإطار ولا تتسق مع العودة الكبيرة للمواطنين ..وينبغي أن تقوم الحكومة بواجبها كاملاً قبل العودة حتي لا يتسبب ذلك في إحباط العائدين.