رفض الإمارات له أثار سخريةً في الفضاء العالمي… قطع العــلاقـات الدبلوماسية،، “الكـي بالنـار”..

رفض الإمارات له أثار سخريةً في الفضاء العالمي…
قطع العــلاقـات الدبلوماسية،، “الكـي بالنـار”..

صدمة تضرب البيت الإماراتي، وسط حالة من الهذيان والهرطقة السياسية..

خطوات أخرى متوقعة من السودان ستصيب الإمارات بالضربة القاضية..

السفير نادر: مصالح ابوظبي أهداف مشروعة للسودان في كل مكان..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

أثار رفض الإمارات قرار الحكومة السودانية بقطعها علاقاتها الدبلوماسية مع “حكومة أبوظبي”، سخرية واسعة في الفضاء الدبلوماسي الدولي، ووسط الكثير من المراقبين، حيث أبدت أوساط دبلوماسية وسياسية وإعلامية دهشتها من موقف الدويلة الذي يعكس فقدانها بوصلة الإدراك العقلي، ومعاناتها من عدم توازن نفسي جراء الصدمة القوية التي ضربت البيت الإماراتي جراء قرارات الثلاثاء التأريخية، فلم يتوقع أكثر المتشائمين في النظام الإماراتي أن يُقدم السودان على خطوة الكي بالنار وإعلان طلاق البينونة الكبرى والذي بموجبه أصبحت الإمارات “محرَّمة” على السودان بخيراته وثرواته وموارده التي ما انفك يسيل إليها لعاب “عيال زايد”، وستكون الضربة القاضية عندما تُعلن الحكومة السودانية رسمياً عن سوق جديدة تبيع فيها صادراتها من الذهب، ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم، والبادئ أظلم.
تصدُر العناوين:
ومنذ الثلاثاء السادس من مايو الجاري 2025م، ظل السودان يتصدر العناوين عقب اتخاذه قراره الشجاع بقطع علاقاته الدبلوماسية مع الإمارات، وإعلانها دولةً عدواً، وتأكيده احتفاظه بحق الرد على هجماتها التي ظلت تكررها بطائراتها الاستراتيجية المُسيَّرة، وعندما تعلن دولةٌ ما قطع علاقاتها الدبلوماسية مع دولة أخرى، فذلك يعني أنها قد وصلت الحد، وقد وصل السودان الحد بعد أن مارس صبراً جميلاً، وتحلَّى بحُلمٍ، وحكمةٍ، وسعةِ صدرٍ بالغة حتى ظنَّها المراقبون ضعفاً، واحذر الحليم إذا غضب، وما ينتظر الإمارات لا يمكن توقعه حتى الإفصاح به خاصة في ظل استمرار استفزازها الممنهج للشعب السوداني بضرب المؤسسات الحيوية، والأعيان المدنية، واستهداف مرافق تقديم الخدمات الضرورية.

حالة حرجة:
ويقول لسان العُرف الدبلوماسي إن اللجوء إلى قطع العلاقات الثنائية مع دولةٍ ما، يمثل خياراً حاداً يعكس أبعاد الحالة الحرجة، والتدهور الكبير الذي وصلت إليه علاقات البلدين، الأمر الذي تترتب عليه آثار سياسية وقانونية وعملية مهمة، فالسودان وباتخاذه هذا الإجراء يعني قيامه بإنهاء جميع أشكال الاتصال الرسمي والتعاون مع الإمارات على المستوى الحكومي، وإغلاق السفارات والبعثات الدبلوماسية، وسحب الدبلوماسيين والموظفين التابعين له، وتعليق المعاهدات والاتفاقيات الثنائية في مختلف المجالات، وهي خطوة تصعيدية كبيرة اتخذتها الحكومة السودانية بعد أن بلغ بها “السَّيلُ الزُّبَى” جراء العدوان الإماراتي وصلف وغطرسة ” عيال زايد” الذين وصلتهم رسالة الحكومة السودانية القوية التي تعبّر عن مدى استيائها ورفضها لسياساتهم العدوانية وتصرفاتهم العنجهية.

موقف قوي للسودان:
وامتدح السفير نادر فتح العليم الخبير في فضِّ المنازعات خطوة الحكومة السودانية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الإمارات، واصفاً الخطوة بأقوى المواقف التي اتخذتها الحكومة السودانية منذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل 2023م، وقال السفير نادر في إفادته للكرامة إن الاتفاقيات الخاصة بالتبادل الدبلوماسي والتبادل القنصلي والحصانات قررتها الأمم المتحدة في اتفاقيات فينا للعامين 1961، و1963م، مبيناً أن الوصول إلى المقاطعة الدبلوماسية يتدرج في معظم الأحيان حيث يبدأ من الاحتجاج، ثم استدعاء السفير، ثم تخفيض البعثة الدبلوماسية إلى أدنى حدودها، ثم إعلان المقاطعة بين الدولتين، مبيناً أن الوصول إلى هذه الخطوة عادةً لا يتم إلا في حالة الاعتداء الشديد، وفي حالة الحرب، وغالباً ما تكون الدولة التي أعلنت قطع علاقتها هي الدولة المتضررة، معتبراً أن قطع العلاقات يعني إعلان حرب على الدولة الأخرى، وأكد السفير نادر فتح العليم أن الإمارات أصبحت بموجب هذه المقاطعة دولةً عدواً للسودان، وأن كل مصالحها في العالم، تعتبر أهدافاً مشروعة للجيش السوداني الذي يمتلك حق الرد والدفاع عن نفسه مثنى وثلاث ورباع باستهداف مصالح الإمارات في كل منطقة سواءً في أفريقيا أو حتى داخل الإمارات نفسها بما يحفظ مصالح السودان، ويرد عليه العدوان، ليس اعتداءً ولكن إخماداً للمنصات والقواعد التي تنطلق منها المُسيَّرات، منوهاً إلى أن قطع السودان علاقاته الدبلوماسية مع الإمارات، لا يؤثر على التمثيل القنصلي لخدمة الجالية السودانية في الإمارات، ولا الإماراتية في السودان.

هرطقة سياسية:
وسخر السفير نادر فتح العليم الخبير في فضِّ المنازعات من ما وصفها بالهرطقة السياسية والدبلوماسية التي يعكسها موقف الإمارات الرافض لقرار السودان بقطع علاقاته معها، مبيناً أن هذه الخطوة ليست جديدة وقد أصبحت عُرفاً دبلوماسياً حديثاً، ونوه السفير نادر إلى مواقف مماثلة وقعت في غرب أفريقيا عندما أعلنت كلٌّ من مالي والنيجر وبوركينا فاسو قطع علاقاتها مع فرنسا، حيث رفضت الأخيرة الاعتراف بالمقاطعة، فما كان من حكومة النيجر إلا أن قامت برفع حمايتها على السفير الفرنسي ومقر السفارة في العاصمة نيامي، مما اضطرت باريس إلى سحب سفيرها، ومثل النيجر فعلت مالي وبوركينا فاسو، وأكد السفير نادر فتح العليم أن الموقف الإماراتي الرافض لقرار السودان بالمقاطعة الدبلوماسية ناجم عن الصدمة الكبيرة والهذيان الذي ضرب حكومة أبوظبي التي انفضح أمرها وتعرَّى تماماً أمام أعين المجتمع الدولي بضلوعها في جرائم الإبادة الجماعية، وأعمال التطهير العرقي في السودان، بالإضافة إلى التدمير الممنهج للبنيات التحتية، مبيناً أن التهمة ثابتة على الإمارات حتى وإن رفضت محكمة العدل الدولية قبول دعوى الحكومة السودانية، وقال إن النظام الإماراتي أصبح محاصراً من كل الجهات، فمع كل يوم تشرق فيها الشمس يتلقَّى هذا النظام المجرم من الحكومة السودانية صفعة جديدة في اتجاهات مختلفة مما جعله يفقد توازنه ويتعاطى بهذا الشكل المتخبط وغير المتزن.

خاتمة مهمة:
لقد أصبح نظام عيال زايد أضحوكة في مسرح الدبلوماسية العالمية وهو يرفض الاعتراف بقرار الحكومة السودانية مقاطعته، بعد أن ارتكب في حق الشعب السوداني كل أنواع وصنوف الانتهاكات، لقد ألقنت حكومة السودان النظام الإماراتي درساً في الصبر والحكمة وتحمُّل “الأذى والعفانة”، قبل أن تردَّ الصاع صاعين بإعلان المقاطعة التي مثلت صفعةً قاسية في وجه الإمارات، وقطعاً سيكون لها ما بعدها، بما يحفظ سيادة السودان، ووحدة أراضيه، ويضمن حماية مواطنيه.