أستعجلتهم للعودة بسبب التراجع الميداني وضعف الاستجابة للاستنفار وانحسار الدعم..
عناصر المليشيا بعاصفة الحزم.. التمرد على القيادة
اعادة ضباط المليشيا من عاصفة الحزم – ابرز اعراض التدهور والتفتت
تذمر وسط ضباط التمرد ورفض واسع للعودة …
خبير عسكري : المطالبة بارجاع ضباط المليشيا من اعراض التفتت التدريجي
تراجع الدعم الاقليمي والدولي ماليا ولوجستيا جعل الخطوة ضرورية ..
احساس الضباط بالخذلان والاهمال دفعهم لرفض نداء العودة
تقرير: لينا هاشم
برز اتجاه قوي وسط قيادات المليشيا المتمردة لتسريع ارجاع عناصرها المشاركين ضمن عاصفة الحزم باليمن في ظل التراجع الميداني وضعف الاستجابة للاستنفار وسط الشباب وعدم الرغبة في الانضمام الي صفوف مقاتلي المليشيا ، وقالت مصادر مقربة ان القيادات العسكرية بالمليشيا طالبت بشكل عاجل باسترجاع قواتها لاستعواض الخسائر الكبيرة بسبب النقص في القوات والهروب من قبل مقاتلي المليشيا ، واضافت المصادر التي كلفت من قبل قائد ثاني المليشيا بالبحث عن حلول للنقص العددي الكبير وسط مقاتلي المليشيا وقد اقترحت ضرورة الارجاع او العودة الفورية لمقاتلي الدعم السريع الذين يشاركون ضمن عاصفة الحزم ، وكشفت المصادر عن خطوة عملية اتخذتها قيادة المليشيا في هذا الاطار حيث اخلت الطرف لعدد كبير من الضباط من الاسبوع الماضي بغرض الحاقهم بالحرب في السودان عن طريق دولة تشاد
تذمر من الخطوة :
واشارت مصادر ان الضباط الذين تم اخلاء طرفهم في اليمن ابدوا تذمرا من الخطوة ورفضوها وربطوا عودتهم الي السودان باستلام مستحقاتهم المالية كاملة ، واضافت المصادر ان قيادة المليشيا لتتدارك الوضع كلفت اللواء حسين منزول بالجلوس مع ضباط وجنود عاصفة الحزم للوصول لصيغة مرضية لهم خاصة وانهم يطالبون بسداد المتاخرات والرواتب لعدد سبعة اشهر وكذلك البديل النقدي الذي هو راتب تسعة اشهر.
غياب الثقة :
واكدت مصادر داخل المليشيا المتمردة عدم الثقة في الضباط الموجودين بالخارج خاصة المشاركين في عاصفة الحزم وكشفت إن قيادة المليشيا اخلت طرف (9) ضباط منتصف الشهر الجاري رفضوا التوجيهات بنقلهم عبر دولة تشاد للالتحاق بالحرب داخل السودان واشترطوا المشاركة بعد تسليمهم مستحقاتهم المالية كاملة وعقد اللواء المتمرد حسين منزول اجتماعا” مع الضباط لمناقشة تسليمهم متأخرات رواتب 7 شهور والبديل النقدي (راتب 9 شهور)، وعرض دفع ما يعادل 50 ألف ريال كجزء من المتاخرات ولكنهم رفضوا وطالبوا بكامل الاستحقاق مما اضطره ادللأتصال أثناء الاجتماع بالمتمرد حميدتي الذي تحدث مع الضباط لإقناعهم بالعودة إلى السودان لقيادة المتحركات وأن جميع حقوقهم المالية محفوظة لكنهم رفضوا وأمتنع بعضهم عن تسليم جوازاتهم لإجراء التأشيرة
التشكيك في ولاء الضباط :
وحسب المصادر ان المليشيا المتمردة بدأت التشكك في ولاء بعض الضباط المقيمين في الخارج لها ومن المتوقع أن يتم تصفية بعضهم في المعارك الجارية فيما تشهد المليشيا ازمة مالية خانقة نتيجة خفض الدعم الاماراتي .
الجيش السعودي والاماراتي :
وقال الخبير العسكري العميد جمال الشهيد ان مليشيا الدعم السريع كانت جزءًا من التحالف العربي في اليمن، وتحديدًا ضمن قوات عاصفة الحزم وقد تم نشر عدد كبير من عناصرها وضباطها في السعودية واليمن خلال السنوات الماضية ضمن القوة العسكرية المشتركة المكونة من عدد من وحدات الجيش السوداني ، الجيش السعودي والإماراتي ، ظل الضباط والجنود التابعين لمليشيا الدعم السريع يتقاضون رواتب وحوافز كبيرة مقارنة بزملائهم داخل السودان بصورة منتظمة قبل الحرب مما أدي الي رفع الروح المعنوية ولكن بعد إندلاع الحرب في أبريل ٢٠٢٣م توقفت مرتباتهم علي الرغم من أنها تورد في الحسابات المالية الخاصه بالمليشيا بحسب المعلومات المتوفرة من مقربين من رئاسة الدعم السريع
المواجهات العملياتية :
واضاف الشهيد – عقب المواجهات العملياتية الكبيرة التي شهدتها المليشيا والخسائر الفادحة التي لحقت بصفوفها بفعل الضغط المستمر بواسطة الجيش السوداني والقوات الموالية له دفع ذلك قيادة المليشيا للتفكير الجاد في اعادة الضباط والقوات التابعة لها من السعودية واليمن .
النقص البشري :
ولخص الشهيد اسباب مطالبة ضباط المليشيا في ان النقص الحاد في القوة البشرية مؤخرًا حيث تكبدت خسائر كبيرة في المواجهات، خاصة في الخرطوم ، النيل الأبيض، كردفان ودارفور بجانب هروب وانشقاق عدد من الجنود وضباط الصف نتيجة للضغوط العسكرية، وسوء الإمداد، والانقسامات الداخلية ، اضافة الي محاولة استعادة التوازن العسكري خصوصاً ان المليشيا بحاجة لضباط ذوي خبرة ميدانية، خاصة من الذين خدموا في العمليات الخارجية، لمحاولة استعادة زمام المبادرة خاصه أن هؤلاء الضباط يمثلون “نخبة” المليشيا من حيث التدريب والتجهيز ، اضافة الي تراجع الدعم الإقليمي والدولي حيث أشارت تقارير بتقليص الدعم الخارجي للمليشيا، سواء ماليًا أو لوجستيًا، ما يجعل عودتهم ضرورية لتقوية الجبهة الداخلية.
دلالات رفض الضباط للعودة :
واوضح الشهيد دلالات رفض الضباط لاسترجاعهم في انهيار الانضباط العسكري لأن ذلك يعد جريمة بحسب القانون العسكري غير أن رفض تنفيذ الأوامر العسكرية يعكس ضعف هيكل القيادة داخل المليشيا، ويشير إلى فقدان الثقة بين القادة والمقاتلين ، بجانب شعور الضباط بالخذلان أو “التضحية بهم وقد يشعرهم بالإهمال أو أن قيادتهم تستخدمهم كأدوات دون ضمان حقوقهم، خاصة مع تأخر المستحقات اضافة الي انهيار اقتصادي داخلي داخل المليشيا لأن عدم القدرة على دفع المستحقات قد يشير إلى أزمة مالية حادة، مما يضعف الحافز القتالي للجنود .
مؤشر على انهيار وشيك :
واشار الشهيد الي مؤشر انهيار وشيك وسط المليشيا واضاف لكن مع تحفّظ الانهيار الكامل ليس سهلاً أو وشيكًا في كل الجبهات، لأن المليشيا لا تزال تسيطر على مناطق واسعة في دارفور وبعض أجزاء من ولايات كردفان ، لكن هذه المؤشرات تعكس ضعفًا هيكليًا متزايدًا، وتراجعاً داخليًا (عسكريًا ومعنويًا) يمكن أن يؤدي إلى تفتت تدريجي، خاصة إذا تزامن مع إستمرار الضغوط من الجيش السوداني فإن ذلك سيودي لزيادة الانشقاقات فضلا عن تراجع الدعم الخارجي.
تدهور كبير :
وختم الشهيد حديثه قائلا – ما يحدث مع ضباط الدعم السريع في السعودية هو أحد أعراض تدهور أوسع، وليس السبب الوحيد. لكنه يُبرز بوضوح أن المليشيا في وضع دفاعي مأزوم وتحاول ترميم صفوفها بأي وسيلة، حتى ولو عبر الضغط على قواتها في الخارج للعودة رغماً عن إرادتهم ، واذا استمرت هذه الانقسامات، وفقدت القيادة المركزية السيطرة، فالانهيار الكامل لن يكون مستبعدًا خاصه ان الخطاب الأخير لقائد المليشيا حميدتي قبل يومين كان قد أشار فيه لدفع كل الرواتب بأثر رجعي وهو ما يؤكد علي وجود أزمات داخلية ( حاله فساد مالي ) علي الرغم من استلام قيادة المليشيا لمستحقات منسوبيهم من القيادة السعودية.