غوتيريش يطلب هدنة لمدة اسبوع والبرهان يستجيب.. الأمم المتحدة…أسبوع لإنقاذ الفاشر..تقرير:رحمة عبدالمنعم

غوتيريش يطلب هدنة لمدة اسبوع والبرهان يستجيب..

الأمم المتحدة…أسبوع لإنقاذ الفاشر

هل يفتح أسبوع الصمت الإنساني باب الحياة للمدينة المحاصرة؟

الأمم المتحدة ترحب بتعيين كامل إدريس رئيساً للوزراء..

البرهان يؤكد حرصه على حكومة مستقلة بصلاحيات تنفيذية كاملة..

رئيس مجلس السيادة يؤكد التزام السودان بتنفيذ قرارات مجلس الأمن

لجان مقاومة الفاشر تحذر من كارثة إنسانية تحت الحصار..

الدعم السريع يواصل قصف المدينة رغم المطالب الدولية..

محلل سياسي يشيد بالهدنة ويعتبرها فرصة للمدنيين والجيش

تقرير : رحمة عبدالمنعم

في لحظة فارقة من مسار الحرب الدامية التي تعصف بإقليم دارفور، جاء الاتصال الهاتفي بين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ليعيد تسليط الضوء على المأساة الإنسانية المتفاقمة في مدينة الفاشر، حيث يواجه آلاف المدنيين شبح المجاعة والقصف والحصار،وسط هذا المشهد المعقد، طلب غوتيريش إعلان هدنة إنسانية لمدة سبعة أيام، وهو ما قوبل بموافقة رسمية من البرهان، في خطوة عدّها مراقبون بادرة إيجابية قد تفتح نافذة للأمل في إنقاذ الأرواح وتهيئة الظروف لوصول المساعدات.

اتصال غوتيرش
وتلقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، اتصالاً هاتفياً من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، امس الجمعة، ناقش خلاله تطورات الأوضاع الإنسانية في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، في ظل استمرار الحصار والهجمات المكثفة التي تشنها قوات الدعم السريع على المدينة المحاصرة..
ووفقاً لإعلام مجلس السيادة، فقد عبّر غوتيريش عن ترحيبه بتعيين الدكتور كامل إدريس رئيساً للوزراء، مشيداً بالخطوة باعتبارها جزءاً من مسار الانتقال نحو الحكم المدني، كما أكد دعم الأمم المتحدة للجهود السودانية الرامية لتشكيل حكومة مدنية من المستقلين تتولى كامل المسؤوليات التنفيذية.
لكنّ محور الاتصال انصبّ بشكل أساسي على الوضع الإنساني الكارثي في الفاشر، حيث دعا غوتيريش إلى إعلان هدنة إنسانية عاجلة لمدة أسبوع، بهدف تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين، وسط تقارير عن نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، واستهداف مباشر لمعسكرات النزوح ومرافق الإيواء.
وقد وافق رئيس مجلس السيادة على الطلب، مؤكداً التزام السودان بتطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرار رقم (2736) الصادر في 13 يونيو 2024، والذي طالب قوات الدعم السريع بإنهاء الحصار المفروض على المدينة، وخفض التصعيد، وسحب المقاتلين من محيط المناطق السكنية ومخيمات النازحين.

أرواح المدنيين

وفي السياق، أصدرت تنسيقية لجان المقاومة بمدينة الفاشر اول امس الخميس بياناً، وصفت فيه الوضع في المدينة بالمأساوي، قائلة إن جدران المدينة تتهاوى تحت القصف، وأرواح المدنيين تئن تحت وطأة الجوع والخوف، مضيفة أن ما يجري هو “استهوان فاضح بأرواح المواطنين واستخفاف مريع بمصير أمة تُكابد لحظة انهيارها”.
وهاجمت التنسيقية الصمت المحلي والدولي، قائلة إن كل يوم يمر دون فك الحصار عن الفاشر هو وصمة عار على جبين الصامتين، لا تغسلها البيانات ولا التصريحات المترددة، مؤكدة أن مطالب المدينة اليوم ليست سياسية، بل تتعلق بـ”كسر الحصار وفتح أبواب الحياة وإيصال المساعدات لأطفالها قبل أن يفترسهم الجوع”.

هدنة إنسانية
وفي تعليقه دعوة الامين للأمم المتحدة إلى إعلان هدنة إنسانية لمدة اسبوع في الفاشر، قال المحلل السياسي الدكتور الطيب عبد الرحمن لـ«الكرامة»، إن موافقة البرهان على مقترح غوتيريش بإعلان هدنة لمدة أسبوع تعكس رغبة القيادة السودانية في تخفيف المعاناة الإنسانية، وتتيح فرصة فعلية لإيصال المساعدات إلى المحاصرين، خاصة النساء والأطفال الذين يدفعون ثمن الحرب.
وأضاف أن الهدنة، إلى جانب بعدها الإنساني، تصب أيضاً في مصلحة الجيش الذي يخوض معارك معقدة في الفاشر وسائر ولايات دارفور، إذ تتيح له ترتيب أوضاعه الميدانية، وإعادة تقييم مسارات المعركة، وربما فتح نافذة لالتقاط الأنفاس وتجنيب المدنيين مزيداً من الخسائر.
وشدد عبد الرحمن على أهمية أن تكون الهدنة مشروطة برقابة واضحة، وضمانات تضمن تنفيذها، مطالباً الأمم المتحدة بأن تجاوز دورها في إطلاق النداءات إلى موقف عملي يفرض تنفيذ قرارات مجلس الأمن، ويحاسب من يخرقها..

مسارات مغلقة
وتبقى مدينة الفاشر مركزاً رمزياً وإنسانياً حساساً في دارفور، فالمدينة التي صمدت أمام زحف مليشيا الدعم السريع باتت اليوم على حافة الانهيار، وسط عجز شبه تام في المواد الطبية والدوائية، وتفشي الجوع وغياب الإمدادات.
وبين نداءات الأمم المتحدة، وموافقة قيادة الدولة، وتحركات مجلس الأمن، تترقب العائلات المحاصرة في الفاشر ساعة الحقيقة: هل تتحقق فعلاً الهدنة؟ وهل تصل قوافل الغذاء إلى من تبقى من الأطفال؟ أم يظل الطريق إلى المدينة مغلقاً بقرار الحرب ومفتوحاً فقط على الموت؟الأيام السبعة المقبلة كفيلة بالإجابة.