بعد تعيينه وزيرا لشؤون مجلس الوزراء وتكليفه قائما باعمال رئيس الوزراء
(السفير المُخضــــــــرم).. في وجه العاصفة!!
مهمة شاقة بانتظاره لترتيب دولاب الجهاز التنفيذي فى توقيت خطير..
القائم بأعمال “رئيس الوزراء” سيكون تحت الضغط الشعبي والإعلامي..
بخاري: قرار تسمية السفير دفع الله مكلفًا برئاسة الوزراء تأخر كثيرًا..
يمكن التعويل عليه في مخاطبة الخارج وحسم عدد من الملفات..
تقرير : محمد جمال قندول
أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن القائد العام للقوات المسلحة قرارًا بتكليف السفير دفع الله الحاج علي وزيرًا لشؤون مجلس الوزراء وقائمًا بأعمال رئيس الوزراء.
ويأتي القرار بالتزامن مع الانتصارات الأخيرة للقوات المسلحة التي استطاعت تحرير العاصمة والاقتراب من تطهير كامل البلاد من رجس ميليشيات آل دقلو الإرهابية.
وينتظر القادم الجديد الذي يتسلم مهام المنصب وسط تعقيدات غير مسبوقة في تاريخ البلاد قديمًا وحديثًا وبالتالي، سيكون تحت مجهر الإعلام وأعين الشعب الذي ينتظر منه الكثير.
تحديات
وينتظر السفير دفع الله الحاج علي مهمة شاقة في ترتيب دولاب الجهاز التنفيذي في توقيت بالغ التعقيد. إذ يتعين على الدبلوماسي المخضرم العمل في تصميم برنامج إسعافي عاجل للدولة، بجانب إحداث اختراق مهم لجذب الدعم الإقليمي والدولي لملف الإعمار ومعالجة أوجه القصور وإزالة حالة الفوضى التي تعتري شكل الحكومة التنفيذية.
ويستند الرجل في تجربته الجديدة على شخصيته القوية وخبرته الطويلة في أضابير الدبلوماسية السودانية في مسيرة طويلة وضع فيها بصمة واضحة.
وقطعًا سيكون القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء تحت الضغط الشعبي والإعلامي، لا سيما وأن السودانيين انتظروا كثيرًا تكليف من يقود الجهاز التنفيذي لمدة قاربت على الأربع سنوات.
كما أن السفير دفع الله سيكون تحت مجهر الإعلام في تحركاته وتصريحاته وأفعاله، لا سيما وأنه يقود دفة حكومة تجابه تحديات داخلية وخارجية.
خبرة واسعة
ويقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي رئيس تحرير صحيفة “الانتباهة” بخاري بشير إنّ قرار تسمية السفير دفع الله الحاج علي مكلفًا برئاسة الوزراء تأخر كثيرًا وجاء بعد مطالبات من المراقبين والسياسيين منذ فترة طويلة.
وأشار بخاري إلى أن السفير المعتق قادر على سد ثغرة مهمة، حيث ظل هذا الموقع المهم شاغرًا منذ مغادرة رئيس الوزراء السابق د. عبد الله حمدوك سدة الوزارة.
وأضاف رئيس تحرير “الانتباهة” قائلًا: نعلم تمامًا أنّ مياهًا كثيرةً جرت تحت الجسور السودانية خاصة بعد تفجر الحرب في أبريل 2023، حيث خلقت الحرب وتمرد قوات الدعم السريع واقعًا جديدًا تطلب المزيد من القرارات، كان أولها هو تعيين حكومة حرب رشيقة، وإعلان حالة الطوارئ في كل البلاد.
وتابع محدّثي بالقول: حكومة بورتسودان ظلت أولويتها الأولى والقصوى هي صد العدوان والغزو الدولي على السودان بعد 2023. وقد اتضحت المؤامرة الكبيرة ضد الدولة السودانية التي يقودها لاعبون دوليون لهم تأثيراتهم الكبيرة.
ويضيف بخاري أنه بعد نجاح القوات المسلحة والقوات المساندة لها في التصدي للمؤامرة وكسر شوكتها، بات من المهم استكمال هياكل الدولة، فإن قرار تسمية السفير دفع الله الحاج علي ليقوم بأعباء رئيس الوزراء جاء في وقته تمامًا، خاصةً وأن البلاد بحاجة ماسة لمخاطبة العالم الخارجي بحقيقة ما يدور فيها.
ويتكئ دفع الله الحاج علي، حسب بخاري بشير، على خبرة واسعة تمكنه من القيام بهذا الدور، بالإضافة إلى أنه لعب في الشهور الأولى للحرب دورًا مهمًا عندما كان مبعوثًا خاصًا لرئيس المجلس السيادي.
وأكمل: عليه يمكن التعويل عليه في مخاطبة الخارج والوصول لحلول في عددٍ من الملفات أهمها استعادة السودان لنشاطه في الاتحاد الأفريقي.
وعطفًا على ما ذكر أعلاه، يرى بخاري أنه من الضروري أن لا نغفل الدور المهم لرئيس الوزراء في حسن قيادة الجهاز التنفيذي في فترة ما بعد الحرب وإعادة الإعمار، حيث يشكل هذا الجانب التحدي الأكبر بالنسبة للحكومة القائمة.